[ميثاق أخلاقيات مهنة التعليم
مقدمة :
تُعد مهنة التعليم رسالة رفيعة الشأن عالية المنزلة تحظى باهتمام الجميع ،لما لها من تأثير عظيم في حاضر الأمة ومستقبلها،ويتجلّى سمو هذه المهنة ورفعتها في مضمونها الأخلاقي الذي يحدد مسارها السلكي ، ونتائجها التربوية والتعليمية وعائدها على الفرد والمجتمع .
وبديهي أن تستمد الأمم والمجتمعات أخلاقيات المهنة من قيمها ومقوماتها .
الميثاق يتضمن ثماني مواد رئيسية تعبر في مجملها عما ينبغي أن يتحلى به كل معلم وما يتعين عليه أن يقوم به عند أدائه لرسالته وتعامله مع أبنائه الطلاب وزملائه العاملين والوطن بشكل عام والأمة الإسلامية التي ينتمي إليها والإنسانية جمعاء.
ونظراً لعلم الجميع بأن مسؤولية المعلم جسيمة ودوره عظيم وان على المعلم المحب لعمله ،الإخلاص له والاجتهاد فيه ،لا سيما و أن الطالب يحب معلمه ويحترمه عندما يجد فيه من القدوة الحسنة والعلم الراسخ والحكمة والرفق كما جاء في التوجيه النبوي الكريم
(إن الرفق لا يكون في شيء إلا زانه ولا ينزع من شيء إلا شانه)
لذا فإن على المعلم أن يمثل المسلم الذي يعبد الله على بصيرة وأن يكون لطلابه قدوة حسنة يتأسون به مهتدياً بهدي الرسول صلى الله عليه وسلم.
والميثــاق يعد رافداً مهماً لمهنة التعليم ذات الرسالة الرفيعة والمنزلة العالية عند الجميع ذلك أن التعليم هو الموجه الرئيس لكل مقومات الحياة الاجتماعية وأخلاقياتها والذي يبني العقول ويحرك كوامن العطاء والإخلاص.
وقيمة هذا الميثاق تأتي من كونه مستمداً من عقيدتنا الإسلامية المقررة في الكتاب الكريم والسنة المطهرة وسيكون نبراساً أخلاقيا لمهنة التعليم ومقياساً للمحاسبة على الأداء الأمين الذي يتطلع إليه الجميع وسيضيف بإذن الله إلى قيمة ومكانة المعلم ورسالته السامية احترام الطالب والمواطن. وفيما يلي نص الميثاق :
(ميثاق أخلاقيات مهنة التعليم)
· المادة الأولى:
يقصد بالمصطلحات الآتية المعاني الموضحة قرين كل منها.
1. أخلاقيات مهنة التعليم: السجايا الحميدة والسلوكيات الفاضلة التي يتعين أن يتحلى بها العاملون في حقل التعليم العام فكراً وسلوكاً أمام الله ثم أمام ولاة الأمر وأمام أنفسهم والآخرين, وترتب عليهم واجبات أخلاقية.
2. المعلم: المعلم والمعلمة والقائمون والقائمات على العملية التربوية من مشرفين ومشرفات ومديرين ومديرات ومرشدين ومرشدات ونحوهم.
3. الطالب: الطالب والطالبة في مدارس التعليم العام وما مستواها.
المادة الثانية: أهداف الميثاق.
يهدف الميثاق إلى تعزيز انتماء المعلم لرسالته ومهنته, والارتقاء بها والإسهام في تطوير المجتمع الذي يعيش فيه وتقدمه, وتحبيبه لطلابه وشدهم إليه, والإفادة منه وذلك من خلال الآتي:
1- توعية المعلم بأهمية المهنة ودورها في بناء مستقبل وطنه.
2. الإسهام في تعزيز مكانة المعلم العلمية والاجتماعية.
3. حفز المعلم على أن يتمثل قيم مهنته وأخلاقها سلوكاً في حياته.
· المادة الثالثة:
1. التعليم رسالة تستمد أخلاقياتها من هدي شريعتنا ومبادئ حضارتنا, وتوجب على القائمين بها أداء حق الانتماء إليها إخلاصا في العمل, وصدقاً مع النفس والناس, وعطاء مستمراً لنشر العلم وفضائله.
2. المعلم صاحب رسالة يستشعر عظمتها ويؤمن بأهميتها, ويؤدي حقها بمهنية عالية.
3. اعتزاز المعلم بمهنيته وإدراكه المستمر لرسالته يدعوانه إلى الحرص على نقاء السيرة وطهارة السريرة, حفاظاً على شرف مهنة التعليم.
· المادة الرابعة: المعلم وأداؤه المهني.
1. المعلم مثال لللتسامح المعتز بدينه في جميع أقواله, وسطياً في تعاملاته وأحكامه.
2. المعلم يدرك أن النمو المهني واجب أساسي, والثقافة الذاتية المستمرة منهج في حــياته, يطور نفـسه وينمي معارفه منتفعاً بكل جديد في مجال تخصصه, وفنون التدريس ومهاراته.
3. يدرك المعلم أن الاستقامة والصدق والأمانة والحلم والحزم والانضباط والتسامح وحسن المظهر وبشاشة الوجه سمات رئيسة في تكوين شخصيته.
4. المعلم يدرك أن الرقيب الحقيقي على سلوكه, بعد الله سبحانه وتعالى, هو ضمير يقظ وحس ناقد, وان الرقابة الخارجية مهما تنوعت أساليبها لا ترقى إلى الرقابة الذاتية, لذلك يسعى المعلم بكل وسيلة متاحة إلى بث هذه الروح بين طلابه ومجتمعه, ويضرب المثل والقدوة في التمسك بها.
5. يسهم المعلم في ترسيخ مفهوم المواطنة لدى الطلاب, وغرس أهمية مبدأ الاعتدال والتسامح والتعايش بعيداً عن الغلو والتطرف.
· المادة الخامسة: المعلم وطلابه.
1. العلاقة بين المعلم وطلابه, والمعلمة وطالباتها لحمتها الرغبة في نفعهم, وسداها الشفقة عليهم والبر بهم, أساسها المودة الحانية, وحارسها الحزم الضروري, وهدفها تحقيق خيري الدنيا والآخرة للجيل المأمول للنهضة والتقدم.
2. المعلم قدوة لطلابه خاصة, وللمجتمع عامة, وهو حريص على أن يكون أثره في الناس حميدا باقيا, لذلك فهو يستمسك بالقيم الأخلاقية, والمثل العليا ويدعو إليها وينشرها بين طلابه والناس كافة, ويعمل على شيوعها واحترامها ما استطاع إلى ذلك سبيلاً.
3. يحسن المعلم الظن بطلابه ويعلمهم أن يكونوا كذلك في حياتهم العامة والخاصة ليتلمسوا العذر لغيرهم قبل التماس الخطأ ويروا عيوب أنفسهم قبل رؤية عيوب الآخرين.
4. المعلم احرص الناس على نفع طلابه يبذل جهده كله في تعليمهم وتربيتهم وتوجيههم يدلهم على طريق الخير ويرغبهم فيه ويبين لهم الشر ويزودهم عنه في رعاية متكـاملة لنمـوهم دينياً وخلقياً ونفسياً واجتماعيا وصحياً.
5. المعلم يعدل بين طلابه في عطائه وتعامله ورقابته وتقويمه لأدائهم ويصون كرامتهم ويعي حقوقهم, ويستثمر أوقاتهم بكل مفيد وهو بذلك لا يسمح باتخاذ دروسه ساحة لغير ما يعني بتعليمه, في مجال تخصصه.
6. المعلم النموذج للحكمة والرفق, يمارسهما ويأمر بهما ويتجنب العنف وينهى عنه ويعود طلابه على التفكير السليم والحوار البناء, وحسن الاستماع إلى آراء الآخرين والتسامح مع الناس والتخلق بخلق الإسلام في الحـوار, ونشر مبدأ الشورى.
7. يعي المعلم أن الطالب ينفر من المدرسة التي يستخدم فيها العقاب البدني والنفسي, لذا فان المربي القدير يتجنبهما, وينهى عنهما.
8. يسعى المعلم لإكساب الطالب المهارات العقلية والعلمية, التي تنمي لديه التفكير العلمي الناقد, وحب التعلم الذاتي المستمر وممارسته.
· المادة السادسة: المعلم والمجتمع.
1. يعزز المعلم لدى الطلاب الإحساس بالانتماء لدينه ووطنه, كما ينمي لديهم أهمية التفاعل الايجابي مع الثقافات الأخرى فالحكمة ضالة المؤمن أنى وجدها فهو أحق الناس بها.
2. المعلم أمين على كيان الوطن ووحدته وتعاون أبنائه, يعمل جاهداً لتسود المحبة المثمرة والاحترام الصادق بين المواطنين جميعاً وبينهم وبين أولي الأمر منهم, تحقيقاً لأمن الوطن واستقراره, وتمكينا لنمائه وازدهاره وحرصا على سمعته ومكانته بين المجتمعات الإنسانية الراقية.
3. المعلم موضع تقدير المجتمع, واحترامه وثقته وهو لذلك حريص على أن يكون في مستوى هذه الثقة, وذلك التقدير والاحترام, ويحرص على ألا يؤثر عنه إلا ما يؤكد ثقة المجتمع به واحترامه له.
4. المعلم عضو مؤثر في مجتمعه تعلق عليه الآمال في التقدم المعرفي والارتقاء العلمي والإبداع الفكري والإسهام الحضاري ونشر هذه الشمائل الحميدة بين طلابه.
5. المعلم صورة صادقة للمثقف المنتمي إلى دينه ووطنه, الأمر الذي يلزمه توسيع نطاق ثقافته, وتنويع مصادرها, ليكون قادراً على تكوين رأي ناضج مبني على العلم والمعرفة والخبرة الواسعة, يعين به طلابه على سعة الأفق ورؤية وجهات النظر المتباينة باعتبارها مكونات ثقافية تتكامل وتتعاون في بناء الحضارة الإنسانية.
· المادة السابعة: المعلم والمجتمع المدرسي.
1. الثقة المتبادلة والعمل بروح الفريق الواحد هو أساس العلاقة بين المعلم وزملائه وبين المعلمين والإدارة التربوية.
2. يدرك المعلم أن احترام قواعد السلوك الوظيفي والالتزام بالأنظمة والتعليمات وتنفيذها والمشاركة الايجابية في نشاطات المدرسة وفعالياتها المختلفة, أركان أساسية في تحقيق أهداف المؤسسة التعليمية.
· المادة الثامنة: المعلم والأسرة
1. المعلم شريك الوالدين في التربية والتنشئة فهو حرص على توطيد أواصر الثقة بين البيت والمدرسة.
2. المعلم يعي أن التشاور مع الأسرة بشأن كل أمر يهم مستقبل الطلاب أو يؤثر في مسيرتهم العلمية, وفي كل تغير يطرأ على سلوكهم, أمر بالغ النفع والأهمية.
3. يؤدي العاملون في مهنة التعليم واجباتهم كافة ويصـبغون سلوكهم كله بروح المبادئ التي تضمنتها هذه الأخلاقيات ويعملون على نشرها وترسيخها وتأصيلها والالتزام بها بين زملائهم وفي المجتمع بوجه عام