الاكتئاب النفسي

الاكتئاب من أكثر الأمراض النفسية انتشاراً في العصر الحديث، يصيب الناس من مختلف الأجناس والأعمار ولكــن نسبته لدى النساء أكثر من الرجال، وقد أوضحت الدراسات أن 25% من الناس قد يصابون بالكآبة خلال مرحلة مـا من حياتهم.

أسباب هذا المرض كثيرة وعلاجه يتم بطرق عدة فعّالة، عن هذا المرض وأسبابـه وعلاجه يتحدث للزاويـة الطبيــة الدكتور جلال الدين شربا – الاختصاصي بالأمراض النفسية فيقول: الاكتئاب مرض قديم حديث،بل أكثر الأمراض النفسية انتشاراً في العصر الحديث، أصاب المشاهير من الشخصيات العالمية مثل الرئيس الأمريكي السابق لينكوليـن ورئيس وزراء بريطانيا السابق ونستون تشرشل ، والكاتب أرنست همنغواي والمفكر المصري عباس محمود العقـاد الذي وصف حالة الاكتئاب التي أصابته بقوله (( وأشد ما أصابني من هذا اليأس،أنه كان يئسا من جميع الآمال،ولـم يكن يئساً من أمل واحد،كان يئساً من معنى الحياة ومن كل غاية في الحياة )).

والفيلسوف الألماني الشهير غوتة يقول عن حياته (( الماً وعبثاًً كلها الحياة )) وسندريلا الشاشة العربية سعاد حسني التي قادها الاكتئاب إلى الانتحار.

وبالرغم من كل ذلك فهذا المرض الذي قد يخيف البعض لم يمنع عنا إبداع أرنست همنغواي ولا حنكـة تشرشـل أو شهرة غوتة في العالم أجمع.

فالاكتئاب ليس خطؤك ولا يوجد سبب يدعوك للخوف أو الخجل منه، فهو مرض مثل التهاب القصبات ومن الطبيعي ألا نخاف ولا نخجل منه عندما نطلب المساعدة.

ويعرّف الدكتور شربـا الاكتـئاب بأنـه: مرض يتصف بانخفاض المزاج وقلـة النشاط ونقص القدرة على الاستمـتاع بمباهج الحياة، ونقص الاهتمام والتركيز مع الشعور بالتعب واضطراب النوم والشهية وضعف القدرة الجنسية وتدني تقدير الذات وضعف الثقة بالنفس، فالاكتئاب هو الحالة المزاجية التي تميل إلى الحزن أو القلق حتى ولو بدا الشخص غير مكتئب فإنه يفقد الاهتمام والسعادة بأشياء وأنشطة كانت مثار سعادته.

والكآبة تطبع شكل التفكير بالسلبية تجـاه النفس حاضراً ومستقبلاً مع الشـعور باليأس وأن الحيـاة لـم تعد تستحـق أن نحياها،مع الاحساس بتضاؤل قيمته الشخصية وتأنيب الذات لا حول له فيها.

كذلك يترافق الاكتئـاب مع العديد مـن الأعراض لتأثر الوظائف الجسديـة، فمن الشائـع جداً أن يفقد المريض شهيتـه للطعام ويصاحب هذا نقص في الوزن، كذلك يسبب الأرق الذي يتراوح من صعوبـة في بدايـة النوم إلى الاستيـقاظ الباكر جداً مع عدم القدرة على العودة للنوم مرة أخرى،علماً أن بعض الناس يعانون من النوم لفترات طويلـة مـع عدم الرغبة بالاستيقاظ والشعور بالتعب والانهاك بعد ذلك.

ومن أعراض الاكتئاب أيضاً الشعور بجفاف الحلق والغثيان والامساك أو الاسهام أو آلام بطنية مهمـة، والشعــور بالألم في أجزاء مختلفة من الجسم من دون سبب واضح،وكم من مريض أجري لـه عشرات التحالـيـل والصــور الشعاعية وعولج لفترات طويلة دون جدوى لعدم ربط تلك الحالات بالحالة النفسية للمريض وعلاجها أولاً.

كما تترافق الكآبة بمجموعة من التغيرات السلوكية المرتبطة بالحالة المزاجية والتفكير مما قد يؤثر على القـيـام

بالنشاط اليومـي، والأغلب أن يقوم المريض بعملـه والبعض قد يصطنـع ابتسامـة يغطي بـها شعوره بالاكتئــاب والبعض يبكي لفترات طويلة دون سبب محدد،وأخطر ما في الكآبة أن المصاب بها قد تراوده فكرة الانتحـار أو يحاول ذلك فعلاً كما حصل مع الممثلة سعاد حسني وهمنغواي.

ما مدى انتشار الاكتئاب؟

الاكتئاب مرض يصيب الناس من مختلف الأجناس والأعمار والفئات الاجتماعية ففي جميع أنحاء العالم هناك حوالي 7% من الناس مصابون بالكآبة وقد أوضحت الدراسات أن 25% من الناس يصابون بالكآبـة خلال مرحلـة ما مـن حياتهم ففي عام 2000 كان هناك 30 مليون مصاب بالكآبة وعن أسباب الكآبة يقول د.جلال الدين شربا:

هناك أسباب كثيرة يمكن أن تؤدي إلى ظهور الاكتئاب في أية فترة ومنها:

1. أسباب داخلية: الحاجة للحب والاطمئنان فالمكتئب إنسان ظمآن للحب وبحاجة ماسة للاحسـاس بالدفء العاطفـي والدعم النفسي.

2. عوامل وراثية: حيث تساهم الوراثة مع العوامل الأخرى بالإصابة به.

3. عوامل خارجية: حياة الوحدة مشـاكل ماديـة وقانونيـة، وفاة شخص عزيز – البطالــة – عـدم الاستقرار العائلـي الاجتماعي.

4. بعض الأمراض مثل: اضطراب الغدة الدرقية – احتشاء الدماغ، تناول الكحول،إدمان المخدرات وتناول حبـوب المخدرات وتناول حبوب منع الحمل.

ما هو أفضل برنامج لعلاج الاكتئاب؟

أن مراجعة الطبيب والتحدث معه الخطوة الأولى في البرنامج العلاجي ونادراً ما يستطيع المريـض الخـروج مـن الكآبة بمفرده ولا فائدة من نصح المريض بالسفر والرحلات وأماكـن الاستجمـام خلال فترة مرضـه لأن ذلك لــن يقوده للسعادة والابتهاج بل سيزيد من إحساسه بالعجز عن الاستمتاع ويفاقم حالته.

- توجد عدة وسائـل فعّالـة في علاج الاكتـئاب مثل مضـادات الاكتئـاب وهي عديدة والحديث منهـا فعّال وسريــع التأثير وقليل الأعراض الجانبية، كذلك العلاج النفسي الذي هو رديف للعلاج الدوائي.

وهناك العلاج بالجلسـات المنظمـة لإيقـاع الدمـاغ (( الجلسات الكهربائية )) وهي فعّـالـة ومأمونـة ولا خــوف أو خطر منها على الإطلاق وكذلك الاستماع إلى الموسيقا وممارسة التمارين الرياضية

رؤيتنا