المخاطر الناجمة عن عوادم السيارات

مـقــدمـــــه: الأمن والسلامة غاية كل شعب ومطلب أساسي من متطلبات حياته اليومية فالأمن والسلامة معا" هما عضدا الحياة وأساس التنمية , فبهما ينعم المجتمع بالراحة والطمأنينة الشخصية والعامة , وإذا توفر هذان العنصران يسود الرخاء والاستقرار فالحديث عن الصحة العامة هو الحديث عن المفهوم الشامل في المحافظة على حياة الإنسان ومتطلبات حياته اليومية بشتى صورها ومختلف أشكالها , وذلك من خلال تأمين سلامته من الأخطار المحيطة سواء كانت هذه الأخطار اجتماعية أو جنائية أو صحية كالأمراض والأوبئة وتلوث البيئة المحيطة .وتلوث البيئة الذي يعتبر مرض العصر الحديث هو محور حديثنا وذلك بعد أن أصبح خطرا" داهما" وقائما" يهدد الحياة ومستقبل الأجيال

تتكون البيئة من كل ما يحيط بنا من العوامل الفيزيائية والكيميائية والأحيائية للكرة الأرضية وتتكون من الهواء والمياه والتربة وكافة الكائنات الحية الأخرى .

ومن هنا كان التلوث عبارة عن تغير في الخصائص السابق ذكرها , ينشأ أساسا" من النشاط البشري الذي يؤثر بشكل أساسي على المياه السطحية والجوفية والتربة والهواء ويخل بالتوازن البيئي .

فبالرغم من وجود التلوث الطبيعي المتراكم عبر آلاف السنين والذي يمثله : فوران البراكين , حرائق الغابات , إلا أن البيئة كانت قادرة على التعامل مع هذه الأحداث لهذا التلوث الطبيعي . ولكن الخطورة في التلوث الناجم عن البشر , حيث أنها أي البيئة لم تستطع أن تتعامل بنفس القدرة من الكفاءة السابقة التي كانت قادرة فيها على التعامل مع التلوث البيئي وآثاره . فالتلوث الأكبر الذي قضى على مقاومة البيئة الذاتية له وهو الناتج عن عدم كفاءة العمليات التي ابتكرها الإنسان من أجل تسهيل نظام حياته وتطورها كما يدعي ؟ ومن هنا كان بحثنا هذا مرتبطا بتلوث الهواء الناجم عن سوء الاستخدام البشري للمعطيات التي بين يديه

تقسم إلى قسمين :

1. مصادر ثابتة وهي الناجمة عن المصانع والمنازل وما شابهها من الأماكن الثابتة .
2. مصادر متحركة وهي الخاصة بوسائل النقل بصفة عامة من مركبات وحافلات وطائرات وقطارات .

ومحور حديثنا في هذا البحث يدور حول المخاطر البيئية الناتجة عن عوادم المركبات والتي تشمل كافة المركبات بأنواعها المختلفة من سيارات وشاحنات والتي تستمد طاقتها الحركية من البنزين والديزل اللذين يعتبران من أهم المصادر في تلوث الهواء حيث يعتبر الانبعاث الناجم عن المركبات هو المصدر الرئيسي للتلوث في المناطق الحضرية , لاسيما وأن أعداد المركبات في تزايد مستمر في جميع دول العالم وخاصة في دولة الإمارات ونستدل على ذلك بتطور أعداد المركبات المسجلة في إمارة دبي خاصة خلال السنوات 1989 ـ 1998 فقد لوحظ أن عدد المركبات في عام 1989 في دبي 123065 ألف ليصل خلال عشر سنوات إلى أكثر من الضعف 266467 ألف مركبة لذا يمكن القول أن قيادة سيارة في شوارع أية مدينة يعتبر أكبر نشاط يلوث به المواطن البيئة .

والسؤال الذي يطرح نفسه الآن :
• ماهي الملوثات الناجمة عن عوادم المركبات ؟
هذه الملوثات يمكن تقسيمها إلى قسمين : ملوثات رئيسية وملوثات ثانوية .

أولا" الملوثات الرئيسية الأولية : هي أول أكسيد الكربون , مركبات عضوية طيارة ( هيدروكربونات ) أكاسيد النتروجين , ثاني أكسيد الكبريت , الجسيمات الدقيقة , الرصاص .

• ما هي مصادر التلوث من هذه العوادم؟
للإجابة على ذلك لابد لنا أن نتحدث عن نظام تشغيل هذه المركبات وحركتها حيث تتولد الطاقة المحركة للسيارة نتيجة حرق الوقود في آلة الاحتراق الداخلي ويأتي التلوث من النواتج الجانبية لعملية الاحتراق ومن خلال تبخر الوقود نفسه .

وتكون عملية الاحتراق مثالية إذا أدت إلى احتراق كامل للوقود وفي هذه الحالة ستنتج مادتين هما : ثاني أكسيد الكربون وبخار الماء . وهاتان المادتان غير سامتين رغم أن غاز ثاني أكسيد الكربون يساهم فيما يعرف بالتدفئة الكونية " وتعني ارتفاع درجة حرارة الأرض وهي نوع من أنواع تلوث الهواء " .

أما في حالة الاحتراق الغير الكامل فإن ذلك يؤدي إلى انبعاث الملوثات الرئيسية السابق ذكرها , ويمكن توضيح ذلك كما يلي :

عندما تكون المركبة في حالة زيادة في السرعة يكون الاحتراق مثاليا" حيث ينتج عنه كما أسلفنا غاز ثاني أكسيد الكربون والماء إضافة إلى أكاسيد النتروجين . أما في حالة تناقص سرعة المركبة يكون الاحتراق غير كامل للوقود مما يزيد من انبعاث غاز أول أكسيد الكربون والهيدروكربونات وتقل نسبة أكاسيد النتروجين لانخفاض درجة الحرارة . أما بالنسبة للمركبات التي تستخدم الديزل كوقود فينتج عن احتراق الوقود بالإضافة إلى المكونات السابق ذكرها ثاني أكسيد الكبريت والسناج " كربون غير محترق " وروائح كريهة , هذا بالإضافة إلى الجسيمات الدقيقة والرصاص المتطاير إلى الهواء مع الملوثات الغازية المذكورة أعلاه

عدد الرسائل : 343 تاريخ التسجيل : 21/03/2009

الله ينور عليكى ويكرمك ونتمنى المزيد مشرفة التربية البيئية والسكانية وفاء السيد

رؤيتنا